كتب / صالح عواض
الثلاثاء 5 سبتمبر 2023
انقضى الأسبوع الأول وها هو الاسبوع الثاني ينقضي ولا زالت الرواتب (الجعالة) التي يتقاضاها موظفو الجهاز الإداري للدولة في عالم الغيب في الوقت الذي يعاني فيه الموظف والمواطن عامة من تردي وانهيار كبير في المعيشة جعلت الكثير من موظفي الجهاز الاداري في الدولة وفي مقدمتهم المعلمين يلجأون إلى الإضرابات والاحتجاجات للمطالبة بحقوقهم المشروعة وتحسين رواتبهم التي أصبحت من أدنى الرواتب على وجه المعمورة .فبدلا من أن تتجاوب الحكومة أو السلطة المحلية بالمحافظة مع الموظفين وتقوم بإعادة هيكلة الاجور والمرتبات وصرف واطلاق التسويات والعلاوات بما يتناسب مع التدهور الكبير للعملة والغلاء الفاحش، يتفاجأ الموظفون بإجراءات استفزازية تمثلت في نقل رواتبهم من البريد إلى البنوك وبدء عهد جديد من المأساة بدا بالتهديد بتأخر رواتبهم أو صرف نصفها في حالة عدم وجود السيولة النقدية لدى تلك البنوك .فماذا تعني مثل هذه الإجراءات من العابثين بالسلطة وفي هذا التوقيت بالتحديد أليس استفزازاً للمعلم وتحريضاً له للعودة للاضراب؟
في الطرف الآخر تقف السلطة المحلية بالمحافظة التي اعطت وعوداً كثيرة للمعلمين بحل مشكلتهم متفرجة لما يحدث رغم امتلاكها المليارات من فوارق بيع الديزل المحلي ويتجاهل بن ماضي محافظ أغنى المحافظات اليمنية ما فعله نظيره العرادة في مأرب الذي اعتمد صرف مبلغ 50 ألف ريال شهريًا لكل معلم فوق مرتبه نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد استجابة لمطالب المعلمين .
ايها العابثون بالسلطة لقد اقتنع المعلمون بأن يبدأوا عامهم الدراسي بما يصلهم من فتات متناسين كل المآسي التي يعيشونها ولكنكم أبيتم إلا أن يعودوا إلى إضرابهم باساليبكم الاستفزازية هذه ظناً منكم بأنهم سيتنازلون عن سقف مطالبهم من المطالبة بصرف حقوقهم وتسوياتهم إلى الاكتفاء بالمطالبة بصرف الراتب في وقته .
اخيرا لا نقول لكم الا ما قاله نبينا الكريم : ” اللهم من وليَ من أمر أمتي شيئاً فشَق عليهم فاشقق عليه، ومن وليَ من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به “