كتب / فضل حنتوس
إن الحرية والكرامة هما المبادئ الأساسية التي يسعى إليها كل إنسان حول العالم. فهما يشكلان أساس حياة كريمة ومنعمة، حيث تتجسد فيهما قيم العدل والمساواة وحقوق الإنسان. إنها المكونات الحقيقية للسعادة والتطور الشامل للشعوب.
في مجتمعاتنا المعاصرة، نجد أن الحرية والكرامة قد تأثرت بمجموعة متنوعة من التحديات. فربما يتعلق الأمر بالضغوط الاقتصادية أو الاضطهاد السياسي أو العنف والحروب، وعندما يتم تحقيق الكرامة والحريّة، فإن الشعوب تنتج حياة مستدامة يسودها السلام والازدهار.
ولكن في الوقت الراهن، يواجه شعب اليمن تحديات جسام تهدد سلامته واستقراره. فمنذ انقلاب ميليشيا الحوثي على الحكومة الشرعية في صنعاء، تعاني البلاد في ظل نظام يمارس الظلم والقمع ويسعى لتحقيق أجندة ضيقة غير مشروعة.
إن الحوثيون يسعون بجهود كبيرة لتأسيس نظام استبدادي يسيطرون عليه بكل قوتهم، ويحاولون بذلك تحقيق مصالح إقليمية لا تمت بصلة للشعب اليمني. هم يسعون لتمزيق البلاد وتفكيك هويتها وتدمير اقتصادها، ليتحول اليمن إلى مشروع حطب لإيران.
ومن هنا، ندرك أهمية الصمود والتضحية من أجل استعادة الكرامة والحرية. إن الحوثيون يحاولون استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الدولار والمواد الغذائية لإجبار الشعب اليمني على الانكسار وقبول الخضوع لهم.
ولكن يجب أن نتذكر أننا كشعب لدينا القوة والإرادة لمواجهة هذه التحديات. يجب أن نواجه هذه الاستبداد بوحدتنا وثقتنا بقدرتنا على تحقيق الحرية واستعادة كرامتنا.
إن مستقبل اليمن المستدام يعتمد على تحقيق الكرامة والحريّة لجميع المواطنين. يجب أن نعمل جميعًا على تعزيز الوعي والمعرفة وبث روح الحوار والمصالحة في المجتمع.
لنتحد معًا من أجل مستقبل يمتاز بالكرامة والحرية، لنجمع جهودنا لإعادة بناء وإصلاح الأركان الاقتصادية والاجتماعية. إننا بحاجة إلى دولة تعتمد على العدل والمشاركة وحقوق الإنسان، حيث يكون الشعب القوة الدافعة للتغيير.
لذلك، أقول بصوت عالٍ: لا يهمني أرتفاع الدولار والمواد الغذائية، فما يهمني هو استعادة كرامتنا وحريتنا. إنهما أغلى ما نمتلكه كأفراد وشعب. لنتحد ولنقف بقوة في وجه القمع والظلم، ولنعمل من أجل بناء يمن متطور يحقق تطلعاتنا وآمالنا في الحياة الكريمة والحرة.