تاربة اليوم

موقع تاربة اليوم يهتم بالأخبار اليمنية واهم الاخبار العربية والعالمية.

الكتابات واراء مقالات

العام الدراسي آهاتٌ وأنّات !

كتب / عبدالله صالح عباد
الجمعة 25 اغسطس 2023

ها نحن على أعتاب عام دراسي جديد والأحوال تزداد سوءا فلا معلمينا نالوا حقوقهم الكاملة وربما ننتظر إضرابهم ، ولا موظفين وعمال القطاع الخاص زادت رواتبهم . الأحوال لا تخفى على أحد . آهات وأنات وآلام وفي كل يوم الأسعار نار صاحت الناس ولا مجيب ولا استجابة ولو لذرة من الإحساس من الراعي لرعيته ، القوي يزيد في قوته وجبروته إن كان تاجرا أو مسؤولا أو صرافا يجمع من الأموال ولا يكتفي شعاره هل من مزيد اطمئن لا يغرك حلم الله لك فهذا إنما هو إمهال وليس إهمال فسوف تأتيك القبضة يوما ما حينها ستندم أيها المسؤول عن ضياع رعيتك وعدم الاهتمام بها وتركتها للزمن تكتوي بنار غطرستك وكرسيك فهمّك كيف تستغل سلطتك في كسب المال والحصول على العقار وغيره من ملذات الدنيا فلا تغتر بما أنت فيه وغدا ستلقى جزاءك . أيها التاجر الجشع الفاجر افرح بزيادة أرباحك وحجتك العملة عند الارتفاع سكينك حادة جاهزة لذبح المواطن وعند الانخفاض لديك حجج إبليسية ارتفاع عالمي وإذا صحى ضميرك قليلا ربما حركه الإيمان يكون النزول يسيرا جدا ، هل العامل المسكين الذي يعمل عندك ربما لسنوات طويلة أكرمته بزيادة راتبه فأنت كسبت أرباحا كثيرة والمسكين له الفضل فيها ويتكبد ويتعب عندك وإذا طالب بزيادة نعلم أن الحجج الإبليسية الماكرة جاهزة فلا ينال منك إلا العيون الحمراء عجبك وإلا الباب مفتوح فيسكت المسكين ويصبر على ما به ، فهل أكرمته يوما بسلة غذائية تفرحه بها؟ اربح ماشئت غدا الحساب بين يدي رب العباد ، فلا يغرك حلم الله لك إنما هو إمهال وليس إهمال فاتق الله أيها التاجر كن سمحا وأنفق من مالك بطيب نفس فهذه هي التجارة الرابحة مع الله ، وهناك من التجار من هو كريم رحيم مع عامليه ومع الناس الفقراء فجزاهم الله خيرا . أيها الصراف المتلاعب بالعملة لا يكن همك كسب الأموال بالعملة الصعبة وتدمير الريال اليمني والذي بدوره يؤدي إلى تدمير اقتصاد البلد فاتق الله .
هذه هي أحوالنا مع هذه الطوائف التي تتحكم في معيشة الناس . نعود إلى العام الدراسي كيف سيكون هذا العام في ظل هذه الظروف . الموظف والعامل والمعلم كيف سيتصرف مع متطلبات الدراسة التي أصبحت هما لا يطاق . تعالوا بنا نذهب إلى المكاتب لنرى كم هي الأسعار لو أخذنا مثالا واحدا فقط لطالب في الصف الثامن تقريبا مبلغ ٢٠٠٠٠ ألف ريال يمني فإذا لديك عدد من الأولاد فكم هي صرفياتهم؟ .
وكذلك نذهب إلى المدارس لننظر كيف هو الإقبال على التسجيل للعلم حسب ما أخبرونا بعض المدرسين أن الإقبال ضعيف هذه السنة بسبب التكاليف منها :
ارتفاع أجرة النقل الباصات وزيادة الرسوم للثانويات بلغ ٥٠٠٠ ريال وأيضا الزي وغيرها من العوائق . فالذي لديه أولاد وبنات يقف حائرا محتارا ماذا يفعل المواصلات وحدها فقط ربما تكلف للطالب الواحد متوسط مبلغ عشر ألف ريال إذا لديك أربعة أو أكثر كم في الشهر والراتب ربما لا يتجاوز المائة ألف ريال يمني بالتمام والكمال ربما ستصرف أكثرها في لوازم الدراسة فكم صرفياتك من أكل وشرب وفواتير ، طبعا ستقف عاجزا لا تستطيع تفعل شيئا لأن العجز في كل شهر لا بد منه فكيف في هذه السنة الدراسية ستقف مهموما عاجزا عن تسجيل أبناءك في المدراس لأن ما باليد حيلة وهو ما أخبرني به أحد الإخوة أن رجلا لديه ثلاث بنات ولم يستطع فعل شيء لأن الصرفيات والديون ستزيد عليه . ولهذا فقد أعرض الكثير من المواطنين عن تسجيل أبناءهم وبناتهم خاصة في الصفوف الأولى من الثانويات . أما الملفت أن الذين يسجلون أولادهم وبناتهم هم من خارج هذه البلاد وربما يعرضون المال بالريال السعودي لا أدري هل تبجحا أم ماذا؟ وهؤلاء المنقولين للأسف تسببوا في ارتفاع إيجارات الشقق والبيوت ، وهنا أمر خطير يجب أن نتوقف عنده أن هؤلاء نقلوا إلينا عاداتهم منها على سبيل المثال من أخبثها وأقبحها وأنتنها تخزين القات والذي ساهم في تدمير المجتمع الحضرمي وانهيار في سلوك بعض أفراده بسبب القات . وظاهرة دخيلة علينا بدأت تلوح في الأفق وهي كشف الوجه للطالبات في الثانويات ونخشى أن يؤثر ذلك على بنات مجتمعنا المحافظ ، هؤلاء آثار النعمة ظاهرة عليهم فلا نحسدهم عليها فينبغي المحافظة عليها وعدم التبجح بها أمام الآخرين فالله يبارك لهم . وأما أهل البلاد فلا حول لهم ولا قوة وقفوا عاجزين عن تلبية متطلبات الدراسة والله يكون في عونهم . إنها مفارقات عجيبة؟ فإذا استمر الحال على هذا فلننتظر فشو الأمية مستقبلا لأن التعليم سيصبح من الحلم وقدامه حسر وجبال يا مصعب مناله .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *