كتب / نجيب محفوظ باجيدة
الجمعة 25 اغسطس 2023
ها أنا أربتُ على أكتاف الناس فاربِتْ على كتفي يا الله !
هذه الحياة قاسية ، وكل انسان يخوضُ معركه لايدري عنها أحد إلا الله سبحانه وتعالى ، ولا يعلم مافي القلوب غير علّام الغيوب !
رَبِتوا على اكتاف بعضكم والله لايوجد اشد من أن يحزن المرء ولا يجد من يواسيه !
اشتدت الظروف على ابي أُمامه رضي الله عنه فاعتكف في المسجد من غير وقتِ صلاة فإذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم تُرَبِتْ على كتفه مااجلسك ياابا امامه في المسجد من غير وقت صلاة ! فقال ديون وهموم لزمتني يارسول الله ! وما اشد ان تجتمع الهموم والديون على الانسان في آنٍ واحد ! ولكن ماكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمر عنه امر أمامه مرور الكِرام ! فعلّمه دعاء عظيم ، إذا قاله ذهب الله عنه احزانه واوجاعه ( اللهم إني اعوذوا بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، ومن الجبن والبخل ، ومن غلبت الدين وقهر الرجال !
ربِتوا على اكتاف بعضكم فالهموم تعصف بِنا من كل جانب ، اختفى هذا القانون في بيوتنا ، واعمالنا ، وعلى مستوى الاسره ، والحاره ! بُسطت علينا الدنيا فتنافسناها فاهلكتنا !
ودبّ فينا داء الامم السابقه ( الحسد والبغضاء والشُح ) فأهلكنا كما اهلكهم فحمل البعض على اخذ وسفك حق الغير بدمٍ بارد !
ربّتَ رسول الله على كتف ال ياسر ايام الظلم ، وربّتْ على كتف اباهريرة عند الجوع ، وربّتْ على كتف الأعرابي الذي بَالَ في المسجد ، وربّتْ على كتف اليهودي عند سكرات الموت لينطق الشهادة فيدخل الجنة !!!
مايكاد يمر يوما إلا ونرى حزيناً او مكلوماً ، او ضآلاً ! فأين من يُرَبِت على اكتاف هؤلاء !
سألتُ قبل فترة عن موت احد الشباب فجأة ، فقال لي صاحب البقاله هذا الشاب يحضر إلى البقاله في الفترة الاخيرة وعليه من الهموم والاحزان واضحه في وجهه ، اعرف أنّ الاعمار بيد الله ولكن الهم يقتل الإنسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم !
الشاب الذي بلغَ بهِ الطيش مبلغاً عظيما حتى وقف امام النبي صلى الله عليه وسلم ويقول يامحمد آذن لي بالزنا ، فأربَت الرسول على كتفه ومسح على صدرة ، فقال الرجل لا شي اليوم اقبح عندي من الزنا يارسول الله .
وللحديثِ بقية .