تاربة اليوم

موقع تاربة اليوم يهتم بالأخبار اليمنية واهم الاخبار العربية والعالمية.

مقالات

تريم أنموذج للزواجات الجماعية

كتب / وجدي بن أمين
السبت 15 يوليو 2023

  تعد مدينة تريم وضواحيها من المدن التي مازالت محافظة على نمط حياتها الاجتماعي الأصيل والنبيل الذي أرسو مداميكه الأجداد الأوائل بالعلم والحلم والزهد والوقار فيشهد على ذلك كل من في أقصاع المعمورة  ،  حيث أن ذلك النمط يتعزز ويتجدد مع مرور الوقت ولا يتأثر بتقلبات وتغيرات التطور الأعمى الذي يجتاح الكثير من المدن والمجتمعات  ،  فهنا في تريم تجد صفوة الرجال الصناديد والمبدعين في كل المجالات   . 

ومن مايميّز مدينة تريم ومعظم القرى المحيطة بها إقامة الزواجات الجماعية التي تهدف الى مساعدة الشباب لإكمال نصف دينهم وإحياء سنه نبيهم ، وتخفيف عليهم العبء من التكاليف الباهضة والإسراف الفاحش الذي ربما يكون في بعض الزواجات الفردية ، حيث أن هناك شُكلت لجان رئيسية شعبية تطوعية ، أخذت على عاتقها تحمّل مهام ومسوؤليات عظيمة ، وتبذل جهود كبيرة ومساعي حثيثة ، وتوظف جُل وقتها في التنسيق والترتيب والأعداد الجيد لإقامة تلك الزواجات ، سوى كانت هذه الزواجات على مستوى المنطقة ككل أو على مستوى أسره أو عائلة معينة ، فصار تنافس كبير بين تلك القرى والأسر والعوائل في عمليات الإبداع والأبهار لتلك المراسيم والشعارات والمسميات أذ أن تلك الزواجات سمّيت بمسميات لها مدلولات عظيمة يسعى الكل لتحقيقها ومن هذه المسميات للزواجات زواج المودة ، الحياة ، التيسير ، التسهيل ، التلاقي ، المحبة ، التراحم ، الألفة وغيرها فكل هذه لها اهداف والهدف الرئيسي هو التخفيف من تكاليف الزواجات ولم شمل الجميع على مائدة المحبة والتعاون والإنسجام .

حيثُ أن المشاهد والحاضر لتلك الزواجات يشعر بروح العمل للفريق الواحد وتنفيذ المهام بسلاسه بين كل العاملين واللجان لما يضربونه من أروع الأمثلة في التعاضد والتكاتف لتقديم أفضل الخدمات للضيوف ، فهنيئا لأولئك الذين يبذلوا تلك الجهود.

فالزواجات الجماعية تخلق وتعزز المحبة والألفة والتعاون لدى المجتمع الواحد ، وتوفّر الوقت والجهد والمال وتقضي على بعض العادات الدخيلة التي بدت تنتشر في بعض المدن والقرى بسبب الثقافات الواردة الغير مقيدة بضوابط .

ففي هذا المقام أرفع القبعة إحتراماً وتقديراً لكل تلك اللجان الرئيسية والفرعية والعاملة على تلك الجهود التي تُبذل طوال العام ، لإدخال الفرحة على الشباب الذين تعاندهم وتقف أمامهم الظروف القاسية لإكمال نصف دينهم ، كما لا ننسى الداعمين والخيرين الذين يساهموا بأعمالهم لتغطية تلك النفقات فبارك الله في أموالهم وجعل أعمالهم في ميزان حسناتهم ، فحقاً لنا في تريم وقراها أن نتفاخر بهذه الميزة التي حبانا الله بها عن غيرنا ، ونحافظ عليها.
وبارك الله في جميع عرسان تلك الزواجات وجعل الله حياتهم يسودها الحب والألفة والمؤدة ويخلف منهم الذرية الصالحة .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *