تاربة اليوم

موقع تاربة اليوم يهتم بالأخبار اليمنية واهم الاخبار العربية والعالمية.

الكتابات واراء مقالات

عام على رحيل الإمام الأكبر ابوبكر العدني

كتب / عبدالمجيد السامعي
الجمعة 14 يوليو 2023

رحم الله المفكر الإسلامي الحبيب ابوبكر العدني المشهور وجعل مثواه الجنة والفردوس الأعلى ، رحل وترك لنا ارث كبير بصوته الندى الشجي الذي مازال يتردد في ذاكرتنا واذهاننا واسماعنا ..
رحل يجسده ومازال صوته يصدح في أذاننا ومازالت صورته باقية وخالدة في اعيننا الباكية شوقاً له ..
‏يارب اجعل رحيله راحةً له واجعل الجنة داره و مستقره اللهُم أرحمه وارحم جميع موتانا وموتى المسلمين برحمتك التي وسعت كل شي .

تلقى الحبيب ابي بكر العلم عن مجموعة من علماء أحور وعدن وحضرموت، وارتحل إلى مصر والشام وغيرها من بلاد العالم الإسلامي، حيث التقى بعلمائها وارتبط بأسانيدهم وأخذ عنهم منهم: والده علي بن أبي بكر المشهور، محمد بن علوي المالكي، عبد القادر بن أحمد السقاف، أبو بكر بن عبد الله الحبشي، أحمد مشهور بن طه الحداد، محمد بن أحمد الشاطري، عبد الرحمن بن أحمد الكاف.

أطروحاته
تمكن الحبيب أبو بكر المشهور من خلال سعة تحصيله العلمي وقراءاته الخاصة من الخروج بأطروحات في الساحة الدعوية، منها:
إعادة لُحمة ركنية (العلم بعلامات الساعة) كركن رابع إلى أركان الدين الثلاثة: (الإسلام، والإيمان، والإحسان) كما هو مقرر في حديث جبريل، وفقهه الخاص المسمى بـ(فقه التحولات)، وقد تناول هذا الموضوع بتفصيل في كتبه.
وإضافة (سنّة المواقف) و(سنّة الدلالة) كإضافة محمودة في علم فقه الدعوة تضاف إلى السنن النبي القولية والفعلية والتقريرية.

بلغت مؤلفات الحبيب ابوبكر مايزيد عن 79 كتابًا في الفقه والأدب والتاريخ والسلوك والفكر والشعر،منها قدطبع والبقية ماثلة للطبه، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المحاضرات والندوات الصوتية والمرئية المتضمنة المواضيع السلوكية والشرعية ومعالجاته لقضايا المرحلة المعاصرة، ومن أشهر كتبه:
الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات.
واغلب كتبه تدرس في الجامعة الوسطية للعلوم الشرعية.

من وصاياه

أيها الداعية، ليس انتقاصًا من خطبك ومواعظك، أو تقليلاً من شأن دروسك وكتبك، لكن لتعلم أن الدنيا قد مُلئت بالكتب والمحاضرات، وأن مواعظك وكتبك إن لم تُسمع منك فسيسمعها الناس من غيرك، ولعل أمثالها، وربما خيرًا منها موجود في مظانها، أوفي مواقع التواصل الخاصة بها.

إذا علمت هذا، فاعلم أن الأمة هي أحوج ما تكون في هذا الزمان إلى دعاة يختلطون بشبابها، ليُشَخصوا بمخالطتهم أمراضها، ويَقوّموا بنصائحهم اعوجاعها، ويستأصلوا بقربهم شرها وفسادها.
الأمة بحاجة إلى دعاة لا يقتصرون بدعوتهم على خطبهم المنبرية، ولا على جلوسهم في مساجدهم، لإلقاء الدروس العلمية، بل لابد من بذل أوقاتهم للدعوة الفردية، وغشيان الشباب إلى نواديهم الرياضية، وأصحاب الأعمال إلى مواقعهم التجارية، وغير ذلك من المواطن الدعوية.

إن الأمة بحاجة إلى داعية يختلط بشباب حيِّه وجيرانه، ولسانه لايفتر عن نصح أقاربه وإخوانه.

والأمة بحاجة إلى داعية يعيش بين الناس داعيةً اجتماعيًا، لامنعزلاً ومنطويًا.

داعيةً يبتسم في وجوههم، يسأل عن حالهم، يحل مشاكلهم، يتفقد بالنصح شبابهم، وجواله متاح لحل لمشاكل الزوجية التي تكاد تهلكهم وتشعل بيوتهم.
ففرق بين الداعية الذي هذا حاله، وتلك صفاته، وبين من جعل دعوته مقصورة على خطبة يلقيها، أو دروس يشرحها ويؤديها، ومع ذلك يرى الأمة تحترق بذنوبها، وقضايا الشباب الأخلاقية لايهتم بها، وكلما جآءته مشكلة ليحلها أعتذر منها، ومشاكل الحياة الزوجية ليس له أي علاقة بها،
تراه منطويًا عن واقعه، ووقته كله بين درسه وكتابه، جيرانه لايعرفهم، وأصحاب مسجده لايعرف أسماءهم، ولايسأل عنهم، إلى غير ذلك مماهم علية بعض الدعاة أصلحهم الله وعفا عنهم!

فاللهَ اللهَ يادعاة الإسلام، كونوا دعاةً حقًا، لحمل دعوة شمولية، دعوة اجتماعية، ونصائح جماعية، وتوجيهات فردية وشخصية، لنعيش متأسِّين بسيد البرية محمد صلى الله عليه وسلم.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *