كتب / رشاد خميس الحمد
الاحد 9 يوليو 2023
بدون أدنى شك أن تأثير التطورات المتسارعة في الملف الحضرمي قد طغى على المشهد السياسي بالمناطق المحرره خصوصا ما بعد أحداث مايو الذي أعطى السابع من يوليو زخم أكبر الذي ظل لسنوات يوم عادي يمر بسلام واليوم تحول إلى حدث ذو قيمة ومكانة وذلك لأن الانتقالي وداعميه أرادوا الرد عبر أنصارهم من خلال هذا اليوم على ردة الفعل القوية والقفزة النوعية التي حظيت به القضية الحضرمية من تأييد مطلق من الرياض ومجلس القيادة الرئاسي الذي أنتج بزوغ فجر جديد للحضارم .
بين ثنايا ذلك الصراع الاقليمي الذي تنفذه بالوكالة ايادي محلية وتتجاذبه نوايا حزبية يمنية وبتالي أصبح خليط من تضارب مصالح متعددة على أرض حضرمية التي تجاهد بالابتعاد بنفسها البريئة وقضيتها العادلة وحقوقها المشروع عن مستنقع الدماء والدمار لتعيش بسلام وعزة وشموخ وترسم ملامح مستقبلها الجميل .
من الواضح جليا أن الانتقالي وداعميه سوف يعانون كثيرا خارج مناطق سيطرتهم ولن يفلحوا مهما حاولوا إلى ذلك سبيلا وأن القوة السياسية والعسكرية داخليا والاراده السعودية خارجيا ستقف أمامهم بالمرصاد كلما حاولوا الاقتراب من حضرموت بل أن ردة الفعل ستكون قوية وربما قاسية في المرات القادمة.
لذلك لم يكن للمسيطرين على عدن أن يدفعوا تلك الملايين بحضرموت إلا عندما شعروا أن حضرموت تذهب بعيدا عنه رويدا رويدا وتبني مستقبلها بعد قناعات دولية ونجاحات الوفود الحضرمية في إقناع الاقليم والعالم بأحقية وجدارة أهل الارض لإدارة مناطقهم بعيدا عن هيمنة المركز .
ومهما حاول الانتقالي إظهار حجمه ولو لمدة ساعتين بساحات صغيرة لن يستطيع أن يغير قناعات أو يحدث اي فوارق والقادم أدهى وأمر خصوصا أنه عاجز عن الاجابة عن سؤال بديهي يردده الكثير (ماذا بعد ذلك الضجيج في كل مره )هنا يجد الانتقالي نفسه مكبل القدمين وغير قادر على إتخاذ اي خطوة قادمة لذلك لم يحقق اي نتيجة تذكر بعد مرور ثمان سنوات منذ ظهوره في كل مرة يعود خائبا.
حتما ستظل حضرموت رمز السلمية وسيؤن رمز السلام ومن حق اي طرف التعبير عن آرائه السياسية بطرق سلمية بموجب ترخيص لذلك النشاط واي محاولات لإثارة العنف من مجاميع مسلحة خارج نطاق القوات الامنية والعسكرية الرسمية يعد عمل مرفوض ولايخدم حضرموت باي حال من الاحوال بل يهدد نسيجها الاجتماعي ويرسخ
للفوضئ وعلى السلطات الامنية المسؤولية الكاملة في ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة من اي طرف كان.
وعلى المجلس الانتقالي ضبط طيش وإستفزاز قيادته وإعلامه مدفوع الاجر سواء في تغريداتهم أوكتابتهم أو خطابهم السياسي فدائما لغة التحدي تأتي بنتائج وخيمة حينها سيدفع الثمن باهظا خارج أسواره .
والحقيقة الراسخة أن حضرموت ستظل رمز للحرية والسلام وستبني مستقبلها المنشود وفقا لتلك الاسس الرصينة والمبادئ العظيمة الضاربة في عمق التاريخ وسوف تصنع نموذجا فريدا في التعايش والبناء سيفخر به الوطن بأسره.