كتب / عبدالله فيصل باصريح
الاحد 9 يوليو 2023
يحكى أن ثلاثة أشخاص تنازعوا على امتلاك حمامة جميلة، وغالية الثمن، تتميز بمواصفات نادرة. اشتد النزاع بين الثلاثة الأشخاص، وكل شخص مستعد أن يفعل أي شيء من أجل الحصول عليها. عندها عرض احدهم رأيه على الاثنين، قائلاً لهم ما رأيكم أن نضعها في قفص بعيد لا يأتي إليها أحد إلا نحن، ويقوم كل واحد منا بإعطائه وجباتها اليومية، وافق الإثنان على رأي شريكهم، ومرت الأيام حتى تكاسل بعضهم عن القيام بمهامه اليومية، بعذر أن أحد الشخصين سوف يمر عليها ويعطيها وجبتها اليومية، وما هي إلا أيام حتى تفاجأ الجميع بموت الحمامة الجميلة.
هكذا هي الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن، الجميع يدعى أنه يمتلك أرض الواقع، والجميع يتغنى بحب الوطن، وفي خطاباتهم يقولون إنهم مستعدون لفعل أي شيء من أجل الوطن ومن أجل المواطن، الجميع يرى نفسه مسيطر على المحافظات التي تدعى بالمحررة، والتي لا نعلم محررة من ماذا أصلاً، هل يقصدون إن تلك المحافظات محررة من الخدمات الأساسية أو إن تلك المحافظات محررة من البنية التحتية، مصطلح المحافظات محررة مصطلح مزيف يغطون به على حقيقة الفساد في هذه المحافظات.
نحن الآن في مرحلة نهب وبناء ثروات شخصية، ومرحلة انتفاخ بطون المسؤولين، وقد تجرد الجميع من مبدأ الإنسانية، أصبحت عقلية المسؤولين اليوم هي عقلية حربية فقط، يفكر الجميع في كيفية بناء جيش وحمايات عسكرية من أجل الزج بهم في حروب لا ناقة لهم بها ولا جمل، ومن أجل خلافات سياسية وحزبية زائلة! سوف تزول في ليلة وضحاها.