تاربة اليوم

موقع تاربة اليوم يهتم بالأخبار اليمنية واهم الاخبار العربية والعالمية.

مقالات

الجنوبيون الحضارم : احذروا الفتنة

كتب / د. عمر أحمد عليو
السبت 8 يوليو 2023

إن ما يجري على الساحة في هذه الأيام ما هي إلا فتنة سعى لها من لا تهمّه مصلحة محافظتنا الأُم (حضرموت)، فإن أعضاء الانتقالي هم من الحضارم والطرف الآخر كذلك حضارم، فلماذا الصدام الحضرمي الحضرمي؟! ومن هو المستفيد من هذه الظواهر السلبية داخل المجتمع الواحد؟! إنَّ مثل هذا لم يكن يومًا من الأيام هدفًا لإصلاح الأرض ولا تحريرها من المحتلين، ولم يكن يومًا ضمن الأهداف المعلنة لأيّ تكتل سابق أو لاحق: أن يقتل الحضرمي أخاه الحضرمي الذي يخالفه في الرأي والفكرة، أو يخالفه في التوجه السياسي أو القبلي، فيقتله بدم بارد أو سلاح ناري، وإن مجرد إشهار سلاحك في وجه أخيك المسلم يعتبر جريمة كبيرة في كافة القوانين الأرضية والدساتير الوضعية، ويعتبر خروج عن الهدي النبوي القائل: (من أشار على أخيه بالسلاح فليس منا) فكيف بمن يتعدى ويتجرأ فيضرب غيره بالسلاح فيصيبه أو يقتله فإن إثمه كبير وعقوبته عند الله عظيمة، فالرجاء منكم إخواني الكرام أن تتوقفوا عن هذه التصرفات، وأن تُغلّبوا العقل على الجرأة والإقدام، وأن تقدّموا التفكير العميق على اتباع الأوامر الداخلية أو الخارجية، فإن من يسعى لإشعال هذه الفتن بين بني المحافظة الواحدة لا يهمه من ذلك سوى مصلحته الخاصة، ثم يقف متفرجًا ومستمتعًا بما يكون بينكم من عداوات وخصومات، وهذا على أحسن التقديرات إن لم نقل إنه واقف يتحكم فيكم عن بُعْد، وقد كنا من فترات نشاهد ونتابع المسيرات وهي تخرج وتعود وقد يحصل من يتصدى لها؛ ولكن هذه الأيام أصبح التصدي بالسلاح الناري، وهذا انحراف في بوصلة السلمية، والأدهى والأمَرُ أن يتم التعرض لكبار السن، كما شاهد الكثير منكم صورة ذلكم الشيخ الكبير وهو ملطّخ بالدماء، وتم تناقل خبر ركلة وسحبه على الأرض وقد نهى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن قتل الشيوخ والأطفال في الحروب التي تكون بين المسلمين والكفار، فما بالكم أهدرتم كرامة الشيخ الكبير!! أو من يخالفك في الرأي؟ فليس من المنطق ولا الإنسانية أن تقابله بالقسوة دون الالتفات لفارق العمر أو الهيئة أو تلتمس له العذر في المخالفة.
إننا في هذه المحافظة المسالمة والسلمية يتم تقسيمنا بين الحين والآخر لمسمّيات ومجالس وكيانات ليزيد الصف فُرقة والجرح غَورًا، والكلمة شتاتًا، والضعف ضعفًا، فليس المقصود من هذه التقسيمات جمع الكلمة بل تفريقها، وهذه سياسة غربية قديمة وخبيثة الكل يعرف عنها وهي سياسة: (فرّق تسُد) فيجعل لكل جماعة اسم وكيان ثم يزرع بينهم العداوات ويغذيها إلى أن يتم التقاتل باسم الكيان وتحت مظلته، فالواجب علينا معاشر الحضارم أن لا تأخذنا العواطف يمنة أو يسرة، وإنما نكون كما كنا وكان أجدادنا على كلمة واحدة، ولا نتأثر بالإعلام المضلل الذي يزيد الفتيل اشتعالاً ويريد أن يعيش على آلام الآخرين، فإن خصمكم مرتاح هذه الأيام كونكم مشغولين ببعضكم البعض، وسيقوم بتنفيذ مخططاته بكل أريحية أثناء غيابكم في هذا المستنقع الذي حفره لكم، فاحذروا واستيقضوا قبل فوات الأوان ولا تزيدوا الفُرقة فُرْقة والشقاق انشقاق، فإننا في وضع لا نُحسد عليه من التفرق والتشرذم والعصبية الجاهلية وغيرها مما يراد به إدخال حضرموت في دهاليز مظلمة طالما ابتعدَتْ عنها وبقيتْ سالمة مسالمة آمنة مطمئنة، ولكنَّ أهل الباطل لا يروق لهم قرار ولا يهدأ لهم بال حتى يرمونكم في ذلكم المستنقع العفن، وحتى تكونوا مثلهم في حروب وقتال وثارات ومشاكل، ثم يواصلون ما هم فيه من نهب لثرواتكم وتحكم في قراركم ومأكلكم وشربكم ودوائكم، وكافة أموركم الاقتصادية والمعيشية، فالله الله إخواني وكونوا يدًا واحدة على الخصم وعلى الغريب وعلى صاحب الباطل، فإنَّ (يد الله مع الجماعة) وإنما (يأكل الذئب من الغنم القاصية) والمسلم للمسلم (كالبنيان يشدُّ بعضه بعضا) فعليكم بهذه الوصايا النبوية الشريفة، وتذكّروا ماضيكم الناصع البياض في الأُلفة والوحدة والتعاون في بناء هذا الوطن، حتى لا يطمع فيكم عدو ولا يستغلكم متربص، نسأل الله أن يحفظ حضرموت وأهلها وسائر بلاد اليمن والعالم الإسلامي، وأن يبدّل حالنا إلى الأحسن والأصلح وبالله التوفيق.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *