( تاربة_اليوم ) / كتابات واراء
كتب : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
6 يوليو 2023
قبل يومين كنا في زيارة خاصة لقرية الهجيلة في وادي هينن، لحضور مراسيم تشييع احد اقاربنا رحمه الله وجعل مثواه الجنة ، والقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. كان الحزن مخيما على الجميع في حضرة الموت ، وهو ينتزع أحد الرجال الطيبين في المنطقة ،الذي كان يملأ المكان نشاطا وحيوية ، وبيته مفتوح لكل الزائرين من الصباح الباكر وحتى اخر الليل، وبساطته واخلاقه الكريمة وتواضعه وكرمه وحبه للناس، مشهود بها عند الجميع وعلاقاته بالناس ليس لها حدود في كل حضرموت.
ودعه الجميع بالحزن والدموع وذكر ماثره الطيبة ودعوا له بالرحمة والمغفرة والقبول عند الله وانزاله منازل الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
وفي اليوم الثاني وإستكمالا لمراسيم العزاء للقادمين من المناطق البعيدة الذي ، لم يسعفهم الوقت للمشاركة في مراسم الدفن، كان لقاءنا بالعشرات منهم ومن شباب ورجال القرية، وخلال فسحة الوقت الذي يسبق الغداء او العشاء، كانت الناس تتحاور في شؤون حياتها اليومية وضروفهم المعيشية الصعبة ومنغصات حياتهم الروتينية، وخاصة الكهرباء وانقطاعاتها المستمرة ، والتي تنغص معيشتهم في احواء القيض والحر الشديد التي نعيشها حاليا.
في وسط كل هذه الاحاديث الانسانية كان محور نقاشاتهم الحالية ، هو تشكيل مجلس حضرموت الوطني وماذا يمكن ان يقدمه لحضرموت وشعبها، في وسط المكونات التي تعج بها حضروت وتتقاذفها يمنة ويسرة ، وحال الناس في أصعب مايكون.
وبحكم علاقتنا الطيبة معهم، وثقافتنا السياسية والعلمية التي تميزنا بها، ومعرفتهم المسبقة بمشاركتنا في اللقاء التشاوري الحضرمي بالرياض 23م، والذي انبثق عنه تشكيل مجلس حضرموت الوطني كحامل سياسي للقضية والمظلومية الحضرمية ، واشهاره بوثيقته السياسية والحقوقية وميثاقه في 20يونيو 2023م ، فقد أصبح الناس في قريتنا مثلما هو الحال في كل حضرموت, متلهفون منا ومن اعضاء المجلس ، لسماع اخباره ودلالات تشكيله واهدافه وعلاقته بمحيطة الجنوبي والشمالي، وماذا بمكن ان يقدم للمواطن البسيط لانتشاله من ازماته التي تطحنه يوميا ، ودور الأشقاء في المملكة في دعم حضرموت ومجلسها الوطني الذي ولد في رياضها ، وأسبغت عليه مظلتها الدبلوماسية والسياسية والاعلامية واللوجستية.
اجبنا على تساؤلات الجميع ، واوضحنا لهم بايجاز خلاصة اللقاءات التشاورية الحضرمية بالرياض, التي استضافتها المملكة لتوحيد المكونات الحضرمية المستقلة والنخب الحضرمية المختلفة، القبلية والمدنية والنيابيين والشورويين ومشايخ العلم وقيادات السلطة المحلية والمركزية الحضارم المدنيين والعسكريين والشخصيات الاعتبارية والأعيان ومختلف الطيف الحضرمي ، وتشكيل واشهار محلس حضرموت الوطني بوثائقه الرئيسية ،،،، *والتي خلاصتها تتمحور في استقلال القرار السياسي الحضرمي وتمكين حضرموت وشعبها من ادارة شؤونهم المالية والادارية والاقتصادية والامنية والعسكرية والعمل على استقرارها الأمني وتنميتها، وجلب الاستثمارات للراسمال الحضرمي المهاجر والرساميل الاخرى الخاصة والرسمية، وجعل حضرموت كاقليم جاذب وقاطرة لمحيطه الجنوبي والشمالي، وبعيدا عن نزاعاته وحروبه ، وبدعم اقليمي بقيادة المملكة ، ودولي من الرباعية ومجلس الأمن، وبموجب القرارات والتسويات الدولية وحقوق الانسان وان تظل حضرموت كذلك لحين التسوية السياسية في بلادنا، لتصبح اقليما مستقلا او دولة، وفقا ومايتم الاتفاق عليه ، التي ستكون فيه حضرموت فاعلا رئيسيا بحكم ثقلها الحغرافي والتاريخي والثرواتي والتنموي والحضاري وارثها وثقافتها السلمية ووسطيتها واحتكامها للنظام والقانون.*
كما عرجنا ايضا على توضيح العلاقة الإستراتيجية بين حضرموت واشقاءنا في المملكة، والتي اكدتها رعاية المملكة الكاملة للمجلس وتأسيس الشراكة العادلة مع حضرموت في كل المجالات باعتبار حضرموت العمق الإستراتيجي للمملكة، وامنها من امن المملكة.
وقد لاحظنا من خلال انصات الجميع لمانقول ، ونوعية الاستفسارات وعلامات الرضا والقبول على الوجوه، ان مجلس حضرموت الوطني يحظى بالقبول الشعبي الكبير شريطة ان يقرن اقواله بافعاله على الأرض وضرورة ان يكثف نزولاته ولقاءاته الجماهيرية الموسعة بالناس في كل مدن وقرى حضرموت وان يوسع من اتصاله الاعلامي بهم لشرح اهداف المجلس ودلالات تشكيله وخطوات تحركاته المستقبلية.
*المقالات التي يتم نشرها لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع بل عن رأي كاتبها فقط*