كتب / رشاد خميس الحمد
الاثنين 3 يوليو 2023
إن المشهد اليمني صعب التكهنات وكثير المتغيرات والتقلبات لذلك أنتهجت الرياض سياسية السلحفاة التي تمشي ببطء الخالية من الاستعجال المشوبه بالحذر مع جميع الملفات اليمنية بل ظلت قريبة من الجميع حتى صار يردد على لسان سفيرها وكذلك على ألسنة الساسه اليمنين مقولة شهيره مفاداها (الشأن اليمني شأن داخلي) ظلت تلك المقولة سائدة فترة من الزمن حتى أتت مدرعة الزبيدي وداعميه التي جابت شوارع المكلا لتغير المعادلة فكانت نقطة التحول بالنسبة للرياض التي شعرت أن مصالحها في عمقها الاستراتيجي تهدد فكانت ردة الفعل قوية وخطواتها عملية على الارض التي أنتجت ميلاد نور مجلس حضرموت الوطني الذي كان فال خير على الحضارم وحامل سياسي لمشروعهم وتعقد عليه آمال كبيرة بالنهوض بالقضية الحضرمية لنيل حقوقها المشروعة..
لم تضمي أيام عن إعلان ذلك المجلس حتى وطأت أقدام فخامة الرئيس العليمي مرافقيه حضرموت في ظل ضوء أخضر منح للعليمي من الرياض الذي أرفد بافتتاح مشاريع تنموية ومليار سعودي سوف يمنح مركز الملك سلمان حرية التنقل والسيطرة لضمان دعم النموذج الحضرمي القادم .
لقد كانت خطوات العليمي وهو يمشي بحراسة خفية بعيد عن أعين الكاميرا محرجة الانتقالي والزبيدي عضو مجلس الرئاسة بل وضعتهم في مأزق كبير جدا عندما ترك الرئيس عدن وحضر حضرموت يمارس مهامه ويتنقل وحيدا في أزقة المكلا من أجل إيصال رسائل سياسية واضحة الدلالة واضع الزبيدي وداعميه خياران أحلاهما مر فإما القبول وتأييد ذلك التوجه والطرح بأن تكون حضرموت مستقلة وذلك ليس بمصلحة مكونه إطلاقا أو المواجهة مع مجلس الرئاسة بتالي وضع نفسه ومجلسه في مأزق حقيقي وإحراج أمام المجتمع الدولي والاقليمي الداعم لتوجهات مجلس القيادة الرئاسي في الوقت الذي يعاني الانتقالي من ضغوطات داخلية من الشارع بعدن نظرا لتردي الاوضاع الخدمية والأمنية في ظل عدم القدرة على إيجاد حلول عاجلة لوضع حد لمعاناة الناس وكل ذلك يشكل تحديا كبيرا للمجلس الانتقالي .
أما بالنسبة للحضارم فأن ذلك التحول الايجابي والانتقال من واقع الادبيات والتنظير إلى واقع الافعال على الارض يخدم المحافظة الغنية بالنفط كثيرا وستشهد حضرموت نهوضا كبير ودعم مستمر يجعلها المستفيد الاكبر سوى من حيث بناء قوتها العسكرية التي لازلت تدرب مئات الافراد من الحضارم تحت مسمى قوات درع الوطن في الوديعة والعبر أو من خلال الدعم الكبير للنهوض بالبنية التحتية وتحقيق التنمية الذي حتما سيخدمه مركز الملك سلمان ومجلس القيادة الرئاسي من خيرات المحافظة .
كل ذلك الاهتمام المتزايد تستحقه حضرموت التي عانت كثيرا من نظريات المراكز المقدسة وحان لها أن تستعيد مجدها المنتظر وتنفض عن كاهلها غبار التبعية المذلة .